للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأَوّل: إحضارُه بعينه، أي: إحضارُ المتكلِّمِ المسْندَ إليه -مثلًا- (١) في ذهن السَّامع بشَخْصه (٢) بحيث لا يُشاركه فيه غيره، بطريقٍ يخصُّه، أي: يختصُّ المسند إليه (٣)، وما هو إلَّا لفظة العَلَم؛ لأنَّه طريقٌ لتعريفه خاصٌّ به؛ نحو: لفظة "الله" في قوله: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} (٤).

قوله: "بعينه" يُخرج الإحضار (٥) بالصِّفات المختصَّة.

[و] (٦) قوله: "بطريق يخصّه" تخرج الإحضار بسائر المعارف؛ فعُلم أن ما لم زاد في "المفتاح" عليه بقوله: "ابتداءً" لا حاجةَ إليه (٧)؛ ولهذا لم يذكره المصنِّفُ.


(١) كلمة: "مثلًا" ساقطة من: أ. والمقام يستدعيها؛ لأن المحضر بعينه قد يكون مسندًا إليه، وقد لا يكون مسندًا إليه. وتقييدُه بالمسند إليه هنا ليس إلا من باب التمثيل للإيضاح.
(٢) المراد بإحضاره في ذهن السّامع: لفت انتباهه وتوجيهه إليه.
(٣) هكذا في الأَصل. وفي أ: "بطريق يخصّ المسند إليه". وفي ب: "يختصّ بالمسند إليه".
(٤) سورة البقرة: من الآية ٢٥٧.
(٥) في ب: "الاختصار" وهو تحريف.
(٦) ما بين المعقوفتين ساقطٌ من الأصل. ومثبت من: أ، ب.
(٧) قال السَّكاكي (ص ١٨٠): "وأمّا الحالةُ التي تقتضي كونه علمًا إذا كان المقام مقام إحضار له بعينه في ذهن السامع ابتداء بطريق يخصه".
فذكر ثلاثة قيود لاقتضاء كونه علمًا: أ - إحضاره بعينه. ب- كونه ابتداء. جـ - كونه بطريق يخصه.
ولَمَّا كان القيد الثالث مخرجًا للقيد الثاني ضرورةً؛ باعتبار أنه مخرج لسائر المعارف استغنى المصنِّف عن ذكره، واكتفى بالثالث؛ رومًا للاخْتصار؛ وذلك لأَن الإحضار ابتداءً مخرج للإحضار ثانيا؛ كما في ضمير الغائب؛ نحو: جاءني وهو =

<<  <  ج: ص:  >  >>