للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبعدَ الْمَشِيبِ الْمُنْتَضَى (١) في الذَّوائبِ ... تُحَاولُ وصْلَ الغَانِياتِ الكَواعِبِ (٢)

وقدْ يُقدّمُ متعلِّقُ الفِعل (٣) فاعلًا مَعْنى، أَوْ مفعولًا، أو غيرَهُما، للتَّخصيصِ، وذلك شاملٌ لأَربعةِ أنواع من التَّقديم، كَتَقديم الفاعلِ المعنويِّ على الفعل، نحو: (أنا عَرَفْتُ)، وكتقديمِ المفعولِ على الفعل؛ نحو: (زيدًا عَرفتُ)، وكتقديمِ غير الفاعلِ والمفعولِ، كالحالِ والتَّمييز على الفعل؛ نحو: (راكبًا جئتُ)، و (نفسًا طِبْتُ)، وكتقديم


(١) في أ: "المستضئ".
(٢) الكواعب: جمع كاعب، وهي المرأة حين ينهد ثديها. ينظر: الصّحاح: (١/ ١٨٩)، اللِّسان: (١/ ٧١٩) (نهد).
هذا؛ ويلحظ أنّ المصنّف -رحمه الله- لم يذكر جميع الأوجه الَّتي أوردها السَّكَّاكيُّ في مفتاحه. ويبدو أنّ الدَّافع وراءَ ذلك ما أخذ به المصنّف نفسَه من الاختصار المتضمّن مقاصد المفتاح -كما ذكر في مقدّمته ص: (٢٠٩) -.
ومن تلك الأوجُه الّتي أوردَها السَّكَّاكيّ ما يلي:
١ - كون المقدَّم لا يزول عن الخاطر.
٢ - كون المقدَّم مما يُسْتلذّ؛ فهو أقرب إلى الذِّكر.
٣ - كون المقدَّم ممَّا ينبئ عن التّعظيم، والمقام يقتضي ذلك.
٤ - كون المقدَّم يفيد زيادة تخصيص.
ينظر: مفتاح العلوم: (١٩٥).
(٣) المراد بمتعلِّق الفعل: معموله.

<<  <  ج: ص:  >  >>