للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستقبلُ لفظًا (١). وقلّما يُتركُ في بليغ الكلامِ إلى الماضي المؤذنِ بالتّحقّق (٢) نظرًا إلى لفظه- من غير نكتةٍ؛ نحو: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} (٣) إشارة إلى تحقُّقِ المودّةِ بدون الشّرَط؛ إذ القياس أن يقُولَ (٤): "ويودّوا".

قال في "المفتاح" (٥): "تركَ (يودّوا) إلى لفظ (٦) الماضي؛ إذ لم تكنْ تحتمل ودادتهم -لكفرهم- من الشُّبهةِ ما كان يحتملها كونهم: إن يثقفوهم أعداءً لهم وباسطي الأيدي والألسنِ إليهم للقتل والشَّتْم".

وقال في "الكشّاف" (٧): "فإن قُلتَ: كيفَ أوردَ جوابَ الشّرطِ مُضارعًا مثله، ثم قال: {وَوَدُّوا} (٨) بلفظِ الماضي؟، قلتُ: الماضي


(١) لأن المستقبل لم يقع بعد؛ فلم يُؤذن بالتَّحقق بخلاف الماضي. وإنّما قال "لفظًا"؛ لأن (إن) تجعل الفعل بعدها مستقبليّ المعنى دائمًا، وإن ورد بصيغة الماضي؛ لما تقدَّم من أنّ (إن) للاستقبال.
(٢) في الأصل: "بالتّحقيق". والمثبت من: أ، ب.
(٣) سورة الممتحنة، الآية: ٢.
(٤) في أ: "يقال".
(٥) ص: (٢٤٠).
(٦) هكذا -أيضًا- في المفتاح. وفي أ: "لفظة".
(٧) (٤/ ٥١٢).
(٨) في ب: "ودّوا" وهو تحريف بالنّقص.

<<  <  ج: ص:  >  >>