للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال شارحُ "المفتاح" (١): "خولف بين (على) و (في) في (٢) الدّخولِ على الحقِّ والباطلِ؛ لأنَّ صاحبَ الحقِّ كأنَّه على فرسٍ جوادٍ يرتكضُ به حيث أرادَ، وصاحبَ الباطل كأنَّه مُنغَمِسٌ في ظلامٍ لا يَدري أين يتوجّه".

ويُسمَّى مثلُه؛ أبي: مثلُ هذا الكلام وهو إسماعُ الحقِّ على الوجه المذكورِ؛ كلام (٣) المنصفِ؛ لأنّه يُوجبُ أن يُنصفَ المخاطبُ إذا رجعَ إلى نفسه، [أو لإنصاف المتكلِّم من نفسِه حيث حطّ مرتبته عن مرتبةِ المخاطبِ، ويُسمّى] (٤) -أيضًا- استدراجًا؛ لاستدراجهِ الخصمَ إلى الإذعانِ والتَّسليم، وهو شبيهٌ بالجدلِ؛ لأنَّه (٥) تصرُّفٌ في المغالطاتِ البرهانيّةِ (٦)؛ وهذا في المغالطاتِ الخطابيّةِ (٧).


(١) مفتاح المفتاح للشّيرازيّ: (٤٩١) وفيه "يركص" مكان "يرتكص".
(٢) حرف الجرِّ "في "ساقط من ب. ولا بدّ منه لتمام السِّياق.
(٣) في الأصل: "وكلام" بالعطف بالواو. ولا وجه له، والصَّواب من أ، ب، ف.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من أ، ب، وبه يستقيم السِّياق ويتّضح المعنى. على أنّ قوله: "عن مرتبة" ساقطة من ب.
(٥) أي: الجدل.
(٦) أي: التعريض لعدم الإصرار.
(٧) سار المصنِّف والشَّارح -رحمهما الله- على مسلك المفتاح فلم يذكرا من دواعي التّعريض شيئًا غير ما ذكر السَّكَّاكيّ -رحمه الله- وزاد أحد شراح الفوائد الغياثيَّة (مخطوط ل: ١٠٢/ ب) ما يلي:
"التفخيم كما في قوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة؛ من الآية: ١٢٥٣]؛ أراد به محمّدًا (عليه السَّلام)، أبي: هو العَلَم في ذلك لا يشتبه ولا يلتبس. =

<<  <  ج: ص:  >  >>