للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إلا تَكْذِبُونَ} (١)، فإنّه ما قال الكفّارُ للرُّسل؛ {إِنْ أَنْتُمْ إلا بَشَرٌ} (٢) إلّا والرُّسلُ عندهم في معرض المنتفي (٣) عنهمُ البشريّة، والمُنْسَلخ عنهمم حكمها؛ بناءً على جَهْلهم أنَّ الرّسولَ يمتنعُ أن يكون بشرًا؛ فجعلوا الرُّسلَ كأنَّهم بادِّعائهم النُّبوة قد أخرجُوا أنفسهم عن أن يكونوا بَشرًا مثلهم، فإصْرارهم على دعوى الرِّسالة: -بناءً على اعتقادِ الكُفَّار- إصرارٌ (٤) على أن لا يكونوا بشرًا؛ فَقَلَبوا (٥) وقالوا: {مَا أَنْتُمْ إلا بَشَرٌ}، وكذا في قوله: {إِنْ أَنْتُمْ إلَّا تَكْذِبُونَ}.

وأمَّا [نحو] (٦) {إِنْ نَحْنُ إلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} (٧) فمن باب المجاراة (٨)


(١) سورة يس؛ من الآية ١٥.
(٢) سورة إبراهيم، من الآية: ١٠. وفي أ: {إِنْ أَنْتُمْ إلَّا بَشَرُ مِثْلُنَا}.
(٣) في ب "المنفيّ".
(٤) في الأصل: "إصرارًا" والصَّواب من: أ، ب.
(٥) في أ: "فغلبوا".
(٦) ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل، أ، ف. ومثبت من: ب. وأثبتّها ليعمّ الحكم كلَّ آية مشابهة.
(٧) سورة إبراهيم؛ من الآية: ١١.
(٨) المجارة: التَّماشي مع الغير، وجاراه مُجَارةً وجِراء، أي: جرى معه. ينظر: اللِّسان؛ (جري): (١٤/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>