للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "المفتاح" بدل قوله: "للتّبكيت في المعثر": "ليعْثُر حيثُ يُراد تبكيته" (١)، وبين العبارتينِ فرقٌ (٢).

وإمَّا ادِّعاءً، قسيمٌ لقوله: إمّا تحقيقًا. وهذا فيما أُخرجَ الكلامُ لا على مُقتضى الظاهر، نحو: {إِنْ أَنْتَ إلا نَذِيرٌ} (٣) كأنّه للمُبالغةِ؛ أي: لمبالغتِه عليه [السّلام] (٤) وشدّةِ حرصه على هدايتهم، وتهالُكه عليهم؛ حتَّى قيل: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ} (٥) جُعل مِمَّن يظنُّ أنّه يملكُ هدايتَهم مصرًّا عليه، ونُزِّلَ - صلى الله عليه وسلّم - منْزلته (٦)؛ فجئَ بالنَّفي والإثبات؛ أي: أنت نذيرٌ لا هاد.

ثمَّ الأصلُ: ما ضربَ زيدٌ إلا عمرًا؛ بعدَ الفراغِ عن القصرِ بين


(١) ص: (٢٩٤).
(٢) حيث إن التَّبكيتَ في عبارة المصنف متعلّقٌ تعلّقًا مباشرًا بالمجاراة وثمرةٌ لها، بخلافه في عبارة السَّكّاكيّ؛ إذ أنّ التَّبكيت فيها متعلِّق بالمعثر، والمعثر متعلّق بالمجاراة. وكلتا العبارتين ناسبتا مقامهما، فعبارة المصنّف بلا واسطة وهي أليق بـ "المختصر"، وعبارة السَّكّاكيّ منطقيّة التّسلسل. وهي أليق بـ "المفتاح"، حيث التفصيل والإيضاح.
وإذا كان في إيجاز عبارة المصنّف ما يحمد له، فإنّ في التّنبيه لما بين العبارتين من الفرق ما يحسب -أيضًا- للكرمانيّ.
(٣) سورة فاطر، الآية: ٢٣.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من أ، ب.
(٥) سورة الكهف، من الآية: ٦.
(٦) في أ: وردت الجملة هكذا: "وينَزّل منْزلته".

<<  <  ج: ص:  >  >>