للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجُملتانِ متناسبتين؛ ككونهما: اسميّتين (١)، أو فعليّتين. فإذا كانَ المرادُ من الإخبار مجرّد نسبةِ الخبر إلى المخبرِ عنه من غير التّعرّضِ (٢) لقيدٍ زائد عليه؛ كالتَّجدّدِ والثُّبوتِ لا يُخالفُ بينهما، ويُراعى ذلك؛ تقول: (قامَ زيدٌ وقعد عمرو) إلَّا لغرضٍ؛ كملاحظةِ تجدُّدٍ وثباتٍ، فيُخالف؛ كما إذا كان زيدٌ وعمرو قاعدين؛ فقامَ زيدٌ دون عمرو، تقول: (قامَ زيدٌ وعمرو قاعدٌ بعدُ) إذ مُراعاةُ المعنى أَوْلَى من المناسبةِ اللّفظيّةِ؛ نحو قوله - تعالى -: {سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} (٣)؛ أي: سواء عليكم (٤) أَأَحدثتم الدَّعوةَ لهم أم أستمرَّ عليكُم صمتكُم عن دعائهم (٥)؛ لأنّهم كانوا إذا حزَبهم أمرٌ دعوا اللهَ دون أصنامهم؛ فكانتْ حالُهم المستمرّةُ أن يكونوا عن دعوقم صامتين. ونحوَ قوله - تعالى -: {أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ} (٦)؛ أي:


(١) في أ: "اسمين" وهو تحريف بالنَّقْص. وصحّحت الكلمة في الهامش.
(٢) في ب: "تعرّضٍ" والمعنى واحد.
(٣) سورة الأعراف، من الآية: ١٩٣.
(٤) في ب: "عليهم" وهو خطأ ظاهر.
(٥) فخالف بين الجملتين؛ حيث عطف الجملة الاسميّة؛ وهي: "أنتم صامتون" على الفعليّة وهي: "دعوتموهم"؛ لإرادة الثّبات في الثّانية والتّجدّد في الأولى.
(٦) سورة الأنبياء، من الآية: ٥٥. والآية حكاية عن قول الكفّار لإبراهيم عليه السّلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>