للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عزيزةٍ في القرآن؛ كما قال (١). وتقديرُ القولِ كثيرٌ، أي: في القرآن وغيرِه، منه، أي: ممّا قُدِّرَ فيه القول قوله -تعالى-: {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا} (٢)، أي: قلنا أو قائلًا أنتَ يا موسى: كُلُوا. وقوله (٣): {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الْطُّور خُذُوا} (٤)، أي: قلنا أو قائلين: خذوا.

وتارةً بأن لا ربط، هذا هو الثَّاني من قسمي التَّباين (٥).

إمّا معنًى، أي عدمِ الرَّبطِ بينهما على نوعين -أيضًا-: إمّا بحسبِ المعنى، وإمّا بحسبِ سياقِ الكلامِ.

فالأوّلُ ما لا يكونُ بينهما جهةٌ جامعة، كما تقولُ لجوهريٍّ: فلانٌ يقرأ ثمَّ تتذكّرُ أنَّ لك خاتمًا، أي: يخطُرُ ببالك أنّ صاحبَ حديثك جوهريٌّ ولك خاتم (٦) لا تعرفُ قيمَته تريد تقويمه؛ تقولُ: لي خاتمٌ، أي: تُعْقِبُ كلامكَ بأنّ لي خاتمًا لا أعرف قيمتَه، فهلْ أُرِيكَهُ لتُقَوِّمَ؟، فتَفْصلُ عمّا قبلَه.


(١) أي: السَّكّاكيّ. ينظر قوله في المفتاح: (٢٦٠).
(٢) سورة البقرة؛ من الآية: ٦٠. وفي أ: بدأ الاستشهاد بالآية من قوله: {كُلُّ ...}.
(٣) في أزيادة: "تعالى".
(٤) سورة البقرة، من الآية: ٦٣.
(٥) في الأَصل: "البيان". والصَّواب من أ، ب.
(٦) في أ: "خاتمًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>