للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصرّحْ بتعريفه لكن يلزمُ من كلامه أنّهُ: وصفٌ للشَّيءِ بمشاركته شيئًا آخر في أمرٍ (١).

ولا بُدَّ فيه (٢) من طرفين؛ مُشَبَّه، ومشبَّه به. مُخْتَلفين (٣)؛ كأَنْ يشتركا في الحقيقةِ، ويختلفا في الصِّفة، أو بالعكس. ووجه شبهٍ مشتركٍ (٤)؛ كالشَّجاعة المشتركةِ بين الشُّجاع والأَسد. وغرضٍ فِيه (٥)؛ كبيانِ الإمكانِ، أَوْ الحَال، أَوْ مِقْداره. وحالٍ له (٦)؛ ككونه قريبًا أَوْ غريبًا، مَقْبولًا، أو مَرْدودًا. وصيغةٍ (٧)؛ كـ (كاف) التَّشبيه، و (كأَنَّ) المُشَبّهة (٨). فالكلامُ في (٩) خَمْسةِ أنواعٍ:

الأَوَّلُ: في الطَّرفين.

الثَّاني: في الوَجْه.


(١) راجع المفتاح: (٣٣٢).
(٢) أي: في التّشبيه.
(٣) اشتُرط كونهما مختلفين؛ لأنَّ الشَّيء لا يُوصف بمشَاركته لنفسه.
(٤) اشتُرط المعنى الجامع بينهما. لأَن التَّباين التَّام بين الطَّرفين لا يتحقَّق به تشبيه.
(٥) اشتُرط الغرض لئلَّا يكون العدولُ من المشبّه إلى المشبَّه به عبثًا، وهو كمال المشبّه في ما شُبِّه لأَجله.
(٦) وهو ما يتمخَّضُ عنه التَّشبيه؛ فلا بدَّ من معرفة حاله؛ ليتجنّب القبيح ويجتلب الحسن.
(٧) وقد تكونُ مقدَّرةً أو ملفوظةً؛ ولا بدَّ منها ليتميّز التّشبيه عن الاستعارة.
(٨) في الأصل: "المشبّه"، والصَّواب من: أ، ب.
(٩) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ: "فيه". والحرف ساقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>