للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصفًا مُتقرِّرًا في ذات المطلوبِ؛ بلْ هو وصفٌ اعتبره العقل بالنِّسبة إلى الطَّلبِ القائمِ بالنَّفْس.

أَوْ وَهْمِيٌّ؛ أي: ما ليسَ له تقرّرٌ، ولم يَعْتبرْهُ العقلُ - أيضًا؛ كاتّصاف المنيَّة بالمخلبِ؛ فإنَّه وهميٌّ مَحْضٌ؛ بلا تقرّرٍ، واعتبارٍ للعقلِ لهُ.

والسَّكَّاكَيُّ حصرَ العقليَّ على الحقيقيِّ والاعتباريِّ، وقسَّمه (١) قسمةً ثنائيّةً؛ وجعلَ اتِّصافَ الشَّيءِ بشيءٍ تصوُّريٍّ وهميٍّ محضٍ من الاعْتباريِّ (٢). والظّاهرُ أولويّةُ التَّثْليث كَمَا فعلَ المصنّفُ.

والذَّاتُ إِمَّا بسيطةٌ؛ أي: لَا تكون ذاتَ أجزاءٍ مُختلفة؛ وهي إِمَّا بأن لا جُزْء له أصلًا؛ كالنُّقطة، أَوْ لا جُزْءَ له يخالف كلَّه (٣)؛ في الاسمِ، والرَّسمِ؛ كالعناصر.

أَوْ مُركّبةٌ من أجزاء مُخْتلفةٍ.

وكذا الصِّفةُ؛ إِمَّا مفردةٌ، أَوْ مركَّبةٌ؛ فتقولُ:

وجهُ التَّشبيه إمّا واحدٌ؛ كالحُمْرة في تشبيه الخدِّ بالوَرْد.

وإِمَّا في حُكْمه؛ أَيْ: حُكمِ الواحد؛ كذاتٍ مُرَكّبة؛ كالمشترك بين سقْط النَّارِ (٤) وعينِ الدِّيكِ (٥)، وهو الأمرُ الحاصلُ من الحُمْرة، والشَّكَلِ الكُرِّيِّ


(١) في أ: "وقسَّمَ".
(٢) ينظر: المفتاح: (٣٣٣ - ٣٣٤).
(٣) في الأَصل: "في محله" ولا وجه له، والصَّواب من أ، ب، مفتاح المفتاح.
(٤) سقط النَّار -بالسِّين المثلّثة: ما سقط بين الزَّنْدين قبل استحكام الوَرْي. اللِّسان: (سقط (: (٧/ ٣١٦).
(٥) التَّشْبيه في هذا المثال مأخوذٌ من قولِ ذي الرِّمَّة (ديوانه: ٢٣٦):
"وسِقْطٍ كَعَينِ الدِّيكِ عَاوَرْتُ صُحْبَتي ... أَبَاهَا وهَيَّأنَا لِمَوضِعِها وَكْرًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>