للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كاليد، وهي موضوعةٌ للجارحة المخصوصة، تطلقُ: للقدرةِ أَوْ النِّعمةِ، لأنها -أي: اليد- مَظْهَرَهُما (١) -أي: القدرة، والنِّعمة-؛ فإن القُدْرة أكثرُ ما يَظْهرُ سلطانُها في اليدِ، وبها يكونُ (٢) البطْش، والضَّرب، والوضع، والرَّفع، وأنَّ النِّعمة (٣) تصدر عن اليدِ، ومن اليد تصلُ إلى المُنْعَمِ عليه.

والراوية، وهي: اسمٌ للبعير الذي (٤) يحملُ المزادة، أي: الطرف الذي يُجْعَل فيه الزّادُ (٥)، للمزادة، لأنها، أي: الرَّاوية، حاملها؛ أي: المزادة، وهو التَّعلُّق الحاصلُ بَيْنهما (٦).


(١) مَظهرهما: يحتمل أن تكون بضمِّ الميم على اعتبار أنَّها اسم فاعل؛ فالعلاقة السَّببيَّة. ويحتمل أن تكون بفتح الميم على اعتبار أنَّها اسم مكان فالعلاقة المحليَّة؛ لأَن اليدَ يمكن أن تعتبر بمنْزلة المحل بالنّسبة إليها.
(٢) قوله: "وبها يكون" تكرّر في الأَصْل.
(٣) في ب: "القدرة" ويخطئها السِّياق بعدها.
(٤) في الأَصْل: "التي" والصَّواب من أ، ب.
(٥) الزّاد: هو الطعام الذي يتَّخذ للسَّفر والحضر، والظَّرف الَّذي يوضع فيه هو المِزْوَدُ، وجمعه مزاود (ينظر: اللِّسان (زيد): ٣/ ١٩٨ - ١٩٩).
والّذي يبدو لي أنّ المزادة التي يصحّ إطلاق اسم الرّاوية عليها هي الظّرفُ الذي يحمل فيه الماء خاصّة؛ لِمَا في الراوية من معاني مرتبطة بالماء؛ كالرّواء وهو الكثير، أَوْ الرّي، وهو ضدّ العطش (ينظر: اللِّسان "روي": ١٤/ ٣٤٥)، ويؤيّد هذا قول ابن سيده في المخصّص (. . .): والمزادة: الّتي يحمل فيها الماء وهي ما فُئم (وسّع) بجلد ثالث بين الجلدين ليتسع، سمّيت بذلك لمكان الزّيادة.
(٦) ويسمَّى هذا التَّعلُّق بـ"الحامليَّة".

<<  <  ج: ص:  >  >>