للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقيقيُّ بعينه؛ أي: الله -تعالى-. ولفظه -حيثُ قال (١): "المنيَّة تدخل في جنس السِّباع لأجل المبالغة في التَّشبيه"- صريحٌ به.

والحاصلُ منه: الفرقُ بين المفهومِ وما صدقَ عليه؛ فتقول: المرادُ (بعيشة): أمر متخيّل (٢) بصورة من يصحّ له الرِّضا وعدمه؛ لا صاحبها؛ حتَّى لا يصحّ. و (النَّهار) مُتخيّل بصورة صوّامٍ، مبالغةً في التَّشبيه، وهو المراد منه، لا زيدٌ بعينه، حتَّى يكون إضافة الشَّيءِ إلى نفسه. و (هامان) متصوّرٌ بصورة فردٍ من جنس البُناةِ، فيكون الأمرُ له لا لغيره. والمراد بـ (الرّبيع) مُتصوّر (٣) بفاعل حقيقيّ لا الفاعلِ الحقيقيّ الذي هو الله- تعالى، وإن لم يكن في الواقع إلّا هو، حتَّى يُتوقّف على السّمع. والمرادُ بـ (النّهار) إذا كان أمرًا يُتخيّل بصورة صَوَّام؛ فلا يكونُ المشبَّه مذكورًا [و] (٤) لا ينتقض به.


(١) المفتاح: (٣٧٩).
وقوله هذا في قسم الاستعارة بالكناية. وقد صرَّح بما يقوّي مراده ويؤكِّده في قسم الاستعارة التّخييليّة -أيضًا-؛ إذ قال (المفتاح: ٣٧٦): "وذلك مثل أن يشبّه المنيّة بالسّبع في اغتيال النّفوس ... تشبيهًا بليغًا حتّى كأنها سبع من السِّباع؛ فيأخذ الوهم في تصويرها في صورة السَّبع، واختراع ما يلازم صورته، ويتمّ به شكله من ضروب الهيئات".
(٢) في الأَصل: "يتخيّل". والمثبت من: أ، ب. ويقوِّيه ورود الكلمة كذلك في المثال المشابه بعده.
(٣) في الأَصل، ب: "مصوّر"، والمثبت من أ، وهو الموافق لما قبلَه.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل، ب. ومثبتٌ من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>