ومن هنا ورد على السَّكاكي اعتراض الخطيب إذ قال (الإيضاح:٩٩): "وفيه نظر". واعتراض التفتازانيّ إذ قال (المطوّل: ٣٧٧): "وأمّا تمثيل السّكاكيِّ في ذلك يقول الشَّاعر: تقري الرّياح ... فغير صحيح؛ لأَن المجرور؛ أعنِي (في الأجفان) متعلّقٌ بـ (سرى) لا بـ (تقري) ". كما أَن الشَّارح -رحمه الله- تنبَّه لهذا وحاول -أيضًا- أن يوضح ما وقع فيه السَّكاكي بقوله: "وفي المجرور والعامل فيه سرى ... " إشارةً إلى اختلاف العامل. على أنَّ هذه المحاولة -التي أفادها من شارح المفتاح (ينظر: مفتاح المفتاح: ١٠٠٤) - لم تسلم هي الأخرى من توجّه الاعتراض عليها، إذ قال صاحب المطوّل: (٣٧٧): وما ذكره الشَارح- أي: شارح المفتاح- من أنه قرينة على أَنّ سرى استعارة؛ لأنّ السرى- في الحقيقة- السّير باللّيل فليس بشيء؛ لأن المقصود أن يكون الجميع قرينة لاستعارة واحدة". (١) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبت من أ، ب.