للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني [و] (١): إذْ لا اعتراف فيها -في الاستعارة- بكونِ المشبّه به أقوى وأكمل منَ المُشبّهِ في وجهِ التَّشبيه؛ لأنك تدّعي أنه المُشبّه بهِ بعينه؛ بَلْ تجعل تلك الأَكْمليَّة من جانب المُشبَّهِ (٢)، بخلافِ التَّشبيه الصَّريح (٣) فإن فيه اعترافًا بكونِ المشبّه به (٤) أقوى.

والكنايةُ أبلغُ من التَّصريح والإفصاح بذكره؛ كما في المجازِ بعينه؛ فإن الانتقال في الكنايةِ عن اللّازمِ إلى الملزوم إنّما يكونُ بعد تساويهما، وحينئذٍ يكونُ انتقالًا من الملزوم إلى اللازم؛ فيصيرُ حالُ الكنايةِ كحالِ المجازِ؛ في كونِ الشَّيءِ معها مُدَّعى بشاهدٍ.


(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصْل. ومثبت من أ، ب، ف.
(٢) في ب اضطّراب في السِّياق؛ حيث تأخرت جملة: "تدّعي ... بعينه بل" إلى هذا الموضع.
(٣) في أ: "التصريح".
(٤) "به" ساقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>