للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوصفانِ بها توصفُ الكلمةُ -أيضًا- بها (١)؛ وهذا مِمّا لم (٢) يتعرّضْ له في المفتاح.

والفصاحةُ معنويّةٌ (٣)، وهي: الخلوصُ عن التَّعقيد؛ بأَن يدخل الأُذن بلا إذن، فيدخُل المعنى القلْبَ قبل دُخول اللّفظِ الأذن (٤)، ولا يقسم فِكر السّامع بِحيثُ لا يدري من أين يتوصَّل إلى معناه، وبأي طريقٍ يحصل فحواه.

ولُطْف هذا المعنى بهذه العبارةِ التي أوردها المُصنِّفُ مما لا يخفى.

لا (٥) كما في قولِ الفرزدقِ في مدح إبراهيم (٦) بن هشام المخزوميّ -خال هِشام (٧) بن عبد الملك- وكان أميرَ المدينةِ من قِبَل هشام - (٨):


(١) في ب: "الكلمة بها - أيضًا".
(٢) في الأَصْل: "لا" والصَّواب من: أ، ب.
(٣) هكذا في ف -أيضًا-. وفي ب: "معلومة" وهو خطأ ظاهر.
(٤) في أوردت كلمة: "الأذن" ضمن كلام المصنّف. وليست في ف.
(٥) هكذا وردت "لا" أيضًا في ف، وفي ب: سقطت، ولا يستقيم المعنى إلا بها.
(٦) اشتهر بشدّته وعتوّه، وهو الذي ضرب يحيى بن عروة بن الزّبير حتى مات.
ينظر في ترجمته: البيان والتّبيين: (١/ ٣٢٠)، النّجوم الزّاهرة: (١/ ٢٥٤)، نسب قريش: (٢٤٦، ٢٤٧).
(٧) هو أبو الوليد؛ هِشام بن عبد الملك بن مروان. أحد خلفاء بني أميّة، ولد في دمشق، واستخلف بعهد معقود له من أخيه يزيد. كان عاقلًا، حازمًا، سائسًا، متولّيًا أموره بنفسه. توفّي سنة ١٢٥ هـ.
ينظر في ترجمته: تاريخ اليعقوبيّ: (٢/ ٣١٦ - ٣١٩)، الطبريّ: (٧/ ٢٠٠)، ابن الأثير: (٤/ ٤٩٥)، مرآة الجنان: (١/ ٢٦١).
(٨) البيتُ من الطّويل، وهو ممّا تواترت المصادر بنسبته إلى الفرزدق. ولذا أورده جامع =

<<  <  ج: ص:  >  >>