للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصلُ الحُسنِ في الكُلِّ من المحسّنات بنوعيها، أَن تُتْبعَ اللفظ المعنى لا المعنى اللفظ وإلا كان كظاهر مموَّه على باطن مشوَّه، ويكون مثاله (١) كمثال غمدٍ من ذهبٍ على نَصْلٍ من خَضبٍ، وإِنَّما هو بترك التَّكلف (٢) والتزام تزيّن (٣) الأَلفاظ؛ فتَأَمَّل أَبيات البُحتري (٤):

بَلَونا؛ أي: امتحنّا.

ضرائبَ، جمع ضربة، وهي الطّبيعة والسجيّة.

مَن قَد نَرَى ... فَمَا أن رَأيْنَا "لفتح" (٥) ضَريبًا.


= البديع في علم البديع" وهو كتاب قيّم حققه الدكتور عوض بن معيوض الجميعي.
(١) في أ، ب: "مثله".
(٢) هكذا -أَيضًا - في ف. وفي ب: "التّكليف".
(٣) في الأَصْل: "تزيّن". والصَّواب من: أ، ب.
(٤) الأبيات من التقارب. قالهما الشَّاعر ضمن قصيدةٍ يمدحُ بها الفتح بن خاقان ويعاتبه. وهي في ديوانه: (١/ ١٥١) برواية: "تنقل" مكان "تردّد"، و"فكالسيف" مكان "فكالليث"، و"كالبحر" مكان "وكالغيث" وفي أمالي المرتضى: (١/ ٥٣٥) برواية: "وجدنا" مكان "رأينا"، و"تنقل في سلفي سؤدد" مكان: "تردّد في خلقي".
واستُشهد بالأَبيات في دلائل الإعجاز: (٨٥). وهما في المعاهد: (٣/ ٢٧٨).
(٥) هو الفتح بن خاقان بن أَحْمد بن عرطوج، كان أبوه "خاقان" مقربًا عند المعتصم؛ فضم ابنه الفتح إلى المتوكّل؛ فنشآ معه. تولّى ديوان الخراج، وكان أديبًا فاضلًا زكيَّ النَّفس. قتل مع المتوكّل سنة ٢٤٧ هـ.
ينظر: تاريخ الأمم والملوك: (٩/ ٢٢٢ - ٢٢٥)، الكامل في التّاريخ: (٦/ ١٣٦ - ١٣٩)، سير أعلام النبلاء: (١٢/ ٨٢ - ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>