للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن قوماً يقع على النساء؛ لأن النساء وقع عليهن هذا الاسم لاختلاطهن بالرجال، فأطلق عليهن ما يختص به الرجال من حيث يغلب المذكر على المؤنث في هذا الموضع. هذا ما ذكرته مما جرى في "قوم" لا أذكر غيره.

ولو قال قائل: إن قوماً لا يقع على الجن، لم يكن فيما أورد من القرآن دلالة على أن "القوم" يقع على الجن؛ لأنه يمكن أن يكون المعنى أنهم قالوا لزعمائهم ومن ينوب ويقوم عن سائرهم ما تقولونه أنتم أيها الإنس لمن كان منكم، هذا وإن لم يكونوا مستحقين لهذا الاسم في الحقيقة. وهذا النحو في اللغة غير ضيق، من ذلك قوله تعالى {إن شجرة الزقوم. طعام الأثيم. كالمهل} ثم قال {ذق إنك أنت العزيز الكريم}. ومعلوم أن من كانت هذه صفته لم يكن كريماً عند الله في الحقيقة قوله {ويخلد فيه مهاناً} وقوله {ومن يهن الله فما له من مكرمٍ}، فاستحقاقه أن يسمى بالمهان ينافى أن يكون كريماً. وإذا كان كذلك ثبت أن المعنى: أنت العزيز الكريم عند نفسك، وأنت الذي يسمى بالعزيز الكريم، وليست كذلك. وكذلك قوله تعالى {ورد الله الذي كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً}، فسمى ما كان يناله المشركون من المسمين لو نالوه خيراً، على حسب ما كان عند المشركين، وإن لم يكن في الحقيقة كذلك، وقد قال زهرة اليمن يعني جريراً:

أبلغ كليباً، وأبلغ عنك شاعرها ... أني الأغر، وأني زهرة اليمن

<<  <   >  >>