يقول: مررت برجلٍ خير أحواله خيرٌ منك، أي خيرٌ من أحوالك. وجاز له أن يقول: خيرٌ منك، وهو يريد: خير من أحوالك، كما جاز أن تقول: نهارك صائمٌ".
وإذا قال "مررت برجلٍ خير ما يكون خيرٌ منك" فالجملة صفة للنكرة، والكلام على وجهه لا اتساع، كما كان فيه إذا نصب "خير ما يكون" على الحال من تنزيل العين منزلة الحدث.
فأما الذي فيه من الاتساع فإقامة المضاف إليه مقام المضاف في قوله "خيرٌ منك"، وهو يريد: خيرٌ من أحوالك، كما أن قولهم "نهارك صائمٌ" كذلك؛ لأن تقديره على ما يدل على تشبيهه في هذا الموضع حذف المضاف، أي: صاحب نهارك، وذو نهارك صائم، وهو هو. وقد حمل على هذا الوجه في موضع آخر.
ويجوز في "نهارك صائمٌ" أن يكون الكلام على وجهه، لا يقدر فيه حذف المضاف، ولكن نسب الصيام إلى النهار لما كان فيه، كان أسند السير إلى الفرسخين لما فعل فيهما في قوله "سير به فرسخان"، وكما أُسندت الولادة إلى الستين في قوله "وُلِد له ستون عاماً" لما كان الولادة فيها.
قال: "وتقول: البُر أرخص ما يكون قفيزان، أي: البُر أرخص أحواله قفيزان".