................... ... وليس كل النوى تُلقي المساكينُ
ولو استعملت "ليس" و "لا يكون" في الاستثناء، وذلك قولك "أتأني القومُ لا يكون زيداً" و "أتاني إخوتُك ليس عمراً"، ووجه الاستثناء أنه لما قال "أتاني القوم" ظن المخاطب أن "زيداً" فيهم، فاستثنى "زيداً" بقوله "ليس زيداً" و "لا يكون زيداً"، لصار التقدير: لا يكون بعضهم زيداً، وليس بعضهم عمراً، إلا أن المضمر هنا لم يستعمل إظهاره، كما أن المضمر في {ولات حين مناصٍ}، وخبر "لولا"، والفعل المضمر في نحو "رأسك والسيف"، لم يستعمل إظهار شيء من ذلك.
وزعم الخليل أنهما قد استعملا وصفين، وذلك قولهم "أتتني امرأة ليست فلانة" و "أتتني امرأة لا تكون فلانة"، فدل إلحاقهم علامة التأنيث على إجرائهم إياه صفة؛ لأن استعمالها في الاستثناء لا يكون الفعل فيه إلا على التذكير؛ لتقدير فاعله "البعض"، والبعض مذكر.