"رأى". فأما قراءة عيسى {أريتم} بحذف الهمزة، فليس بتخفيف قياسي، ولكنه يحذف الهمزة حذفاً كما تحذف الحرف حذفاً للتخفيف، وإن لم يوجب القياس المطرد؛ ألا ترى أن الهمزة إنما تحذف على جهة القياس إذا كان ما قبلها ساكناً، فتلقى حركتها على الساكن كما حكى سيبويه عن عيسى أن أهل التخفيف يقرؤون {ألا يسجد لله الذي يخرج الخب في السموات}. وإذا كان الحذف القياسي في الهمزة إنما هو من الوجه الذي ذكرنا، ولم يكن ما قبل الهمزة من قوله {أريتم} ساكناً، ثبت أن حذفها ليس على القياس.
ومثل ذلك في حذف الهمزة منه قولهم "ويلمه"، الأصل "ويلٌ لأمه"ن فأدغمت اللام التي هي لام "ويل" في الجارة، ثم حذفت لكثرة الاستعمال، فصار "وَىِ لأمه" ثم حذفت الهمزة فصار "ويلمه"، قال:
ويلمها في هواء الجو طالبةً ... ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب