العين، كذلك في قوله "ضربت به بطون جبال الشعر" دلالة على ذلك؛ ألا ترى أن أثبت له ما يكون للأعيان.
وأما الدلالة على جعلهم الأعيان بمنزلة المعاني فقولهم "زيدٌ إقبالٌ وإدبارٌ"، إذا أكثر من ذلك، [على أنه جعله إياهما] على حذف المضاف. والدليل على أن ما ذكرنا معنى مقصود إليه على حذف المضاف قول البعيث:
ألا أصبحت خنساء جازمة الوصل ... وضنَّت علينا، والضنين من البخل
فكما جاز أن يقال "الضنين من البخل" كما يقال "الخاتم من الفضة"، كذلك يجوز أن يقال "زيدٌ بخلٌ" على هذا الحد دون غيره من الحذف.
فإن قلت: ما تنكر أن يكون ذلك على القلب، كأنه أراد: والبخل من الضنين؟
قيل: هذا ليس يشهل لضعف المعنى وقلة الفائدة؛ ألا ترى أنه معلوم