هو "فُعِلَ" من زلته" الذي [هو] معناه: مزته؛ ألا ترى أنه مقتصر به على الفاعل، فلو كانت التي حكاها عن أبي الخطاب لزمها الخبر، وفيما حكاه يعقوب من قولهم "زلت الشيء أزيله" مقنعٌ في تعدي الفعل، والفعل إذا تعدى ساغ بناؤه للمفعول.
ويدلك على أن "زيل" في بيت ذي الرمة مما ذكرناه، أنه لا يخلو من أن يكون من "زال" المتعدية أو من أختيها الأخريين، فلا يجوز أن يكون من واحدة منهما لأنهما لا يتعديان فاعليهما، وإذا لم يتعدياهما لم يجز أن يبنى منهما فعل للمفعول به.
وأما قول ذي الرمة:
حراجيج ما تنفك إلا مناخةً ... على الخسف أو نرمي بها بلداً قفرا
فالذي ذكره الأصمعي في ذلك أن يكون "مُناخةً" الخبر، وتكون "إلا" داخله عليه؛ لأنه: "ثبت إلا مناخةً"، فيكون على هذا التأويل من صلة الإناخة.
وقد يمكن أن لا يجعل من صلة الإناخة، ولكن تجعله "مُستقراً"، ويكون "إلا مناخة" حالاً، و "إلا" واقعة في غير موضعها، والتقدير: ما تنفك على الخسف إلا مناخةً.