وقد جاءت الهمزة محذوفة أيضاً في "فعل"، قال الشاعر:
من را مثل معدان بن ليلى ... إذا ما النسع طال على المطية
وهذا الحذف في "أريت" إنما جاء في الأمر الشائع في "رأيت" الذي بمنزلة "علمت"، ولم نعلمه جاء في التي معناها إدراك الحاسة، والبيت الذي أنشدته وقد حذفت العين منه في "را" ذكر معه مفعول واحد.
فإن قلت: إن الشاعل حذف من المتعدية إلى مفعول واحد كما حذف من المتعدية إلى مفعولين. فهو قول.
وإن قلت: إنه أراد مفعولاً ثانياً حذفه وهو "في الناس" أو "في الوجود" أو "في المقصودين". كان وجهاً.
وقد قلبت الهمزة التي هي عين إلى موضع اللام في "رأى" فقالوا في "رآه": "راءه" وفي "ساءه": "سآه"، وأنشد سيبويه:
وكل خيلٍ راءني فهو قائلٌ ... من أجل هذا هامه اليوم أو غد
وأنشد:
لقد لقيت قريظة ما سآها ... وحل بدارها ذلٌّ ذليل
ومن قال "راء" فقلب، قال في الفعل المبني للمجهول "ريء" مثل