قد ثبت بقوله تعالى {بما أوحينا إليك هذا القرآن}، أن "القرآن" اسم لكتاب الله جل وعز، وهو اسم منقول، وأسماء المُسمين إذا كانت متمكنة فليس يخلو من أن تكون اسم جنس نحو "الرجل" و "العلم" و "الفرس" و "الجمل"، أو اسم واحد من الجنس نحو "رجل" و "درهم" و "أكلة" و "قومة"، أو اسماً مشتقاً للصفة من الأسماء التي هي عبارات عن الأحداث وما ينزل منزلته نحو "ضاربٍ" و "ظانٍ" و "حسنٍ" و "شديد"، أو علماً لواحد من جنس ليعرف به من سائر جنسه، أو ما جرى مجراه، وهذا الضرب يكون على أحد أمرين: إما أن يصاغ له اسم عند التسمية كقولهم "حيوة" و "موهب" و "موألة" في من أخذه من "وألت"، و "معدي كرب"، وإما أن يُسمى باسم منقول من بعض ما قدمنا نحو "أسد" و "حِمار" و "الحارث" و "العباس" و "زيد" و "فضل". وقولنا "القرآن" من هذا الضرب؛ ألا ترى أن أبا عبيدة فسر قوله تعالى {فاتبع قرآنه} أي: جمعه، فيبن على هذا أنه اسم