فإنه ينشد على ضربين:"كلُّ الفتى" و "كل َّالفتى" كان صفة لـ "الفتى"، وموضع قوله "إلا الفتى" نصب بأنه الخبر، وتقديره: ليس الفتى الكاملُ إلا الأديب، والظرف متعلق بـ "فتى" لأن صفته معنى فعل. ومن أنشد "كلَّ الفتى" أبدل قوله "إلا الفتى في أدبه" من "الفتى" الذي هو اسم "ليس"، فصار تقديره: ليس الكامل إلا الفتى الأديبُ، والمعنى في الأول: ليس الكاملُ إلا الأديب، فهذا تفسير أبي بكر. وفي تقديم خبر "ليس" على اسمها خلاف، فذهب أبو الحسن إلى جواز تقديم خبرها عليها وحكى أن الكوفيين لا يجيزونه. ولم يجز تقديمه محمد بن يزيد. ومن الدليل على جواز تقديمه أن العوامل في المبتدأ وخبره على ضربين: فَعْل، ومُشبه بالفعل، ووجدنا ما لم يكن فِعلاً وكان مشبهاً به لا يجوز تقديم خبره على اسمه، ووجدنا الفعل قد جاز فيه هذا الذي امتنع في المشبه به من تقديم الخبر كما جاز عليه، فلما وجدنا "ليس" قد جاز فيه ما امتنع في غيره من تقديم الخبر، كما جاز ذلك في الفعل، وجب أن يجوز تقديم خبرها عليها من حيث جاز تقديم خبرها على اسمها، فكما جاز "ليس قائماً زيدٌ" بلا خلاف، كذلك جاز "قائماً ليس زيدٌ" كما جاز "قائماً كنت" لما جاز "كان قائماً زيدٌ"، ولما لم يجز تقديم أخبار "إن" وأخواها على أسمائها، كذلك