للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبدل خليلاً بن كشكلك شكله ... فإني خليلاً صالحاً بك مقتوي

فإن قلت: فلم لا يكون قوله (والأرض) مرتفعاً بالابتداء، و"قبضته" مرتفعاً بأنه ابتداء ثانٍ؛ لأن القبضة ليست بالأرض، و"جميعاً" منتصباً بـ"إذا تكون"، كأنه: والأرض قبضته إذا تكون جميعاً، فتكون "إذا" خبراً عن القبضة؛ لأنه مصدر، وقد قدمت خبر المبتدأ مثل قولك "يوم الجمعة القتال"؟

قيل: يحمل هذا على ما حملنا عليه قوله "البُر أرخص ما يكون قفيزان"؛ ألا ترى أن القفيزين ليس بمصدر، وقد جاء فيما قبله النصب، كما جاز النصب فيما قبل القفيزين، وإن لم يكن اسم حدث، كذلك يكون فيما كان اسم حدث على هذا الحد.

وقوله: "ومن نصب الفتية ورفع الأول قال: البُر أرخص ما يكون قفيزين". فالبُر: مبتدأ. وأرخص: مبتدأ ثان؛ لأنه ليس البُ {، ألا ترى أنه مضاف إلى أحوال، فهو بعضها، وليس البُر بالأحوال، و"قفيزين": يتصلان بالظرف المحذوف، وذلك الظرف المحذوف خبر "أرخص"؛ لأن ظروف الزمان تكون أخباراً عن الأحداث، فالظروف التي تتصل بها الحال المحذوفة تتعلق بمحذوف كقولك "القتال يوم الجمعة". وهذا أوضح من الوجه الذي قبله.

وفي بعض النسخ: "فالخبر مضمر". والمعنى فيه أن خبر المبتدأ الذي هو "أرخص" محذوف لدلالة ما ذكر منه عليه.

قال: "وأما عبد الله أحسن ما يكون قائماً فلا يكون فيه إلا النصب - يعني قائماً - لأنه لا يجوز لك أن تجعل أحسن أحواله قائم على وجه من الوجوه".

<<  <   >  >>