لما كانت "ما" على لفظ النافية زيدت معها "إن"، كما زيدت في قوله:
ما إن يكاد يُخليهم لوجهتهم ... ............................
وقد حمل أبو الحسن قوله تعالى {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} على اللفظ. فإذا جازت هذه الأشياء من أجل الشبه اللفظي، كان الحقيقة أولى.
فإن قلت: فهلا جوزت أيضاً "مازال زيد إلا قائماً"، واستحسنت ذلك على اللفظ، كما جاء ذلك فيما ذكرته من القسم، وحملته على اللفظ، كما حملت القسم على اللفظ؟
قيل: لا يجوز هذا في "إلا" كما جاز في القسم؛ لما ذكرنا من مجيء القسم على اللفظ فيما جاء، ولم نعلم مثل ذلك في "إلا"، بل قد جاء "إلا" في مواضع على المعنى دون اللفظ، وذلك قولهم "ليس الطيبُ إلا المسك" لما كان المعنى: ما الطيب إلا المسك، ولولا المعنى لم يجز، كما لم يجز "زيد إلا منطلق". وقالوا: نشدتك الله إلا فعلت" للطلب، لما كان المعنى: ما أسألك إلا فعلك، فليس "إلا" في هذا كالقسم.
ومما حمل فيه "إلا" على المعنى قوله تعالى {فأبى أكثر الناس إلا كفوراً}، و {فأبى الظالمون إلا كفوراً}، و {يأبى الله إلا أن يُتم