مع مصاحبة ما يكون مُخرجاً له منه، وقد استقبحوا ما هو دون ذا؛ ألا ترى أنه قد جاء {من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم}، ولا تكاد تجد الإفراد بعد الجمع، فهذا أجدر أن يستقبح ويمتنع منه.
ومثل قول أبي الحسن في هذا ما رآه في قوله:
لا هيثم الليلة للمطي
و"غابت الثُريا فلا ثُريا لك"، / أنه وإن صار على لفظ النكرة لم يجز وصفه بالنكرة؛ لأنه في الأصل معرفة، والتقدير فيه ذاك، فراعى فيه الأصل دون ما عليه اللفظ الآن، فكذلك راعى في "أخطبُ ما يكون عبد الله قائمٌ" ما عليه الأصل دون ما عليه اللفظ.
قال: وتقول "عبد الله أخطب ما يكون يوم الجمعة" و "البداوة أطيب ما تكون البداوة في شهري ربيع، جمعُه بين قوله "عبد اله أخطب ما يكون يوم الجمعة" و "البداوة أطيب ما تكون شهري ربيع"، مع أن أحد الأسمين عبارة عن جثة والآخر عبارة عن حدث، فيه تنبيه على أن العين في هذا الباب قد جرى مجرى الحدث، ونزل منزلته، ولذلك اجتمعا في أن جعل ظرف الزمان خبراً عن كل واحد منهما، و "أخطب" في المسألة، وإن كان في المعنى لعبد الله، فقد تنزل منزلة الحدث لإضافته إلى قوله "ما يكون". وإذا كان كذلك فكذلك "أحسن" في قوله "عبد الله أحسن ما يكون قائماً" لعبد الله