"بيع"؛ لأن الياء قد وقعت في موضع العين، أنشد أبو زيد:
وما ذاك من أن لا تكوني حبيبةً ... وإن ريء بالأخلاق منك صدود
وفي الألف المنقلبة عن الياء التي هي لام من "رأى" ضربان: التفخيم، والإمالة. فالتفخيم: أن تترك الفتحة التي قبل الألف على إشباعها لا تنحو بها نحو الكسرة، فتخرج الألف مفخمة غير ممالة إلى الياء. والإمالة: أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، فتميل الألف نحو الياء. فغذا كانت الإمالة ما وصفنا، لم يجز أن تمال الألف من "رأى"، ولا تمال فتحة الهمزة نحو الكسوة.
فأما الفتحة في الراء التي هي فاء فإن إمالتها نحو الكسرة جائزة؛ لأنهم يميلون للإمالة، وذلك قولهم "رأيت عمادا"، فيميلون ألف النصب لإمالة الألف، فكما أمالوا الحرف للحرف، كذلك أموالوا الفتحة للكسرة، فقالوا "رأيت خبط رياح"، وأمالوها وبين الحرفين فاصل، قالوا "رأيت خبط الريف" كما قالوا "هذا جلبابٌ"، فأمالوا مع فصل الحرفين الكسوة والفتحة الممالة، وعلاى هذا قالوا "من عمروٍ"، فأمالوا الفتحة نحو الكسرة مع فصل الميم بينهما. وقالوا "من النفر"، فأمالوا بضمة القاف نحو الكسرة من أجل كسرة الراء. وعلى هذا قرئ فيما قالوا {فإنهم لا يكذبونك}{وإنا ظننا}، فأمالوا فتحة الفاء والواو نحو كسرة همزة (إنا) و (إنهم). فكما أمالوا هذه الفتحات من أجل الكسرات التي بعدها نحو الكسرة، فكذلك