يجوز أن تمال الفتحة من راء "رأى" نحو الكسرة؛ لأن الفتحة لما أميل بها نحو الكسرة صارت بمنزلة الكسرة، فكما أمالوا الفتحة إلى الكسرة، كذلك أمالوها للفتحة الممالة، كما أنهم لما أمالوا الألف للياء نحو "شيبان" و "قيس عيلان"، كذلك أمالوها للألف الممالة في قولهم "رأيت عمادا"، فكما نزلت الألف الممالة نحو الياء منزلة الياء في أن أمالوها كما أموالها للياء، كذلك نزلت الفتحة الممالة نحو الكسرة منزلة الكسرة، فأمالوا لها كما أمالوها للكسرة في نحو "خبط رياح". فعلى هذا وجه قراءة من قرأ {رأى كوكباً}، فأمال فتحة الراء نحو الكسرة. فإذا اتصل شيء مما أمليت ألفه بها يحذف فيه الألف لالتقاء الساكنين جاز فيه وجهان: أحدهما أن تشبع الفتحة ولا تميلها. والآخر: أن تبقي الإمالة في الفتحة على حالها، وذلك نحو قوله {فلما رأى القمر}{ورأى المجرمون النار} و {في القتلى الحر بالحر}.
فوجه قول من لم يمل الفتحة مع ذهاب الألف بين، وهو إنما كان يميلها من أجل الألف ليميل نحو الياء، فإذا حذفت الألف لم تمل الفتحة؛ لأن ما كان يميلها من أجله قد زال، وهو الألف، وإذا لم تمل الفتحة التي كانت تلي الألف، وجب أيضاً أن لا يميل فتحة الراء التي كان يميلها للإمالة. وزعموا أن من القراء من قرأ (ورأى القمر) فبقي الراء ممالة وإن كانت إمالة