للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن الإنسان لفيل خسرٍ} فالإنسان هنا جنس جمع بدلالة أنه استثنى الجمع منه، وهو قوله {إلا الذين آمنوا} "، فإن القول في ذلك إنه ليس للإنسان بأن يكون جمعاً من هذا الوجه اختصاص ليس لغيره من سائر الأسماء المفردة؛ لأنه إنما صار جمعاً بدخول لام التعريف عليه لتعريف الجنس به والإشارة إلى ما في العقول من معرفته، وعلى هذا قالوا: "أهلك الناس الدينار والدرهم"، و"ذهب الناس بالشاة والبعير وأنشد أبو زيد:

إن تبخلي يا جُمْلُ أو تعتلِّي ... أو تبصحي في الظاعن المولِّي

ومثله في من فتح العين قول الآخر:

إني كأني لدى النعمان أخبره ... بعض الأودِّ بقولٍ غير مكذوب

واليس في الرقعة التي وصلت إلى عبد سيدنا شيء حكمه أن يتكلم عليه، وفي آخرها حرف لم يبعد فيه، وهو قوله: "وليس يعرف أحد ما أقول، فكيف ينقضه". ومما يصدق هذا أن رقعة من ثلاث رقاع وردت حضرة سيدنا الأمير سيف الدولة، أطال الله بقاءه. فمما ذكره فيها قول الشاعر:

<<  <   >  >>