ما تكون" فكما أن في "تكون" ضمير المخاطب، كذلك يصير في "يكون" ضمير الغائب. وإذا لم يخل "يكون" إذا قدرت صفة من ضمير يرجع إلى "ما" الذي قولك "يكون" صفة له، ولم يجز أن يكون الضمير المرفوع الذي للغائب راجعاً إليه، لما ذكرنا من الدلائل على ذلك، وجب أن يعود من غيره، وذلك الغير لا يخلو من أحد أمرين، إما أن يقدر "يكون" التي بمعنى "وقع وحدث"، وهذا الوجه الذي يحمل عليه هذا الباب. أو طيكون" الأخرى. فإن كانت التي في قوله {وإن كان ذو عسرةٍ} وجب أن يكون التقدير: خير ما يكون عليه، فحذفت الكلمة للدلالة، كما قال سيبويه في قوله {واتقوا يوماً لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً}: إن المعنى فيه، فحذف.
وإن قدر فيه الاتساع وحذف الجر وإيصال الفعل إلى المفعول في من حذف الضمير المتصل من الفعل، كقولك "هذا رجل قريب" كان وجهاً. ونظيره فيما حذف هذا الجار منه، وأوصل الفعل، قراءة من قرأ {قدروها تقديراً}، أي: عليها.