وأما ما كان تعريفاً بالإشارة إلى حاضر فنحو "مررت بهذا الرجل" و {يا أيها الإنسان}.
وأما الزيادة فنحو ما حكى أبو الحسن من أنهم يقولون "الخمسة العشر درهماً" و "قد أمر بالرجلِ مثلك". فاللام التي في "العشر" لا تكون إلا زائدة؛ لأن "خمسة عشر" اسمان جُعلا اسماً واحداً، فإن جعلت اللام الثانية غير زائدة لم يخل من أحد وجهين، إما أن تعرف بعض الاسم، أو تعرفه تعريفين. فلا يجوز تعريف بعض الاسم، كما لا يجوز أن تعرفه تعريفين. فإذا لم يخل من أحد هذين، ولم يجز واحد منهما، ثبت أنها زائدة.
وأما تقدير خبر "ليس"، وحذفه في الوجهين اللذين حملا على ذلك، فشائع، وذلك أن "ليس" تدخل على المبتدأ والخبر، فكما ساغ حذف خبر المبتدأ، كذلك ساغ حذف خبر "ليس" لكونه بمنزلة خبر المبتدأ، وإن كان انتصابه كانتصاب/ المفعول، والمفعول لا يمتنع حذفه كما يمتنع حذف الفاعل. ومثل ذلك قولهم في مثل "إن لاحظيةٌ فلا أليةٌ"، تقديره: إن لا تكن له في الناس حطيةٌ فإني غير ألية، ولو عنت بالحظية نفسها لم يكن فيها إلا النصب، وصار المعنى: إلا أكن حظيةً، وحكاه مرفوعاً.