للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي ركبت منها من أي شيء هي. على أن ذلك لا تقوم عليه دلالة من جهة النظر، وأنه لا يجد فضلاً بين من قال إن اللام فيه من "ليس" والياء من "ينع" والسين من "مسه" وبينه، وحكم ما وقف المدعي له هذا الموقف أن يكون ساقطاً.

وإن قال: إن معنى "ليس" الآن: "لا أيس"، كان ظاهر الفساد، لأنه يصير على قوله اسماً منفياً، والأسماء المنفية نحو {لا ريب} و {لا ملجأ} لا تتصل بها علامة الضمير، وفي قولهم "ليسوا" و "ليسا" و "لستم" ونحو ذلك دلالةٌ على أنه ليس باسم منفي، ولا يكون على هذا مثل ما قاله الخليل في "لن" إنه "لا أن"؛ لأن معنى النفي ثم قائم، وعمل النصب في الفعل ظاهر، وقد كثر إضمار "أن" وإعمالها مضمرة في الأفعال، وليس الأمر في هذه الكلمة في من حملها على هذا الوجه كذلك.

وروى محمد بن السري عن أحمد بن يحيى: "جيء به من حيث وليسا" و "من حيث ليسا" وهي التي كانت المشيخة يستحبونها، ويقولون: لا يكون "من حيث وليسا" و "حيث لا" أكثر من كلام العرب من الذي كانوا يستحبون، و "من حيث ولا"، و "من حيث لا". وأنشد عن ابن حبيب:

قد سوأ الناس يا ما ليس بأس به ... وأصبح الدهر ذو العلاتِ قد خدعا

<<  <   >  >>