للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسودان"، فإذا كثُر في كلامهم هذا النحو من الصفات التي تجري مجرى الأسماء في أن لا تجري على الموصوف، وفي أن تكسر تكسير الأسماء، لم يدل امتناعهم من إجراء "الفرقان" صفة على موصوف على أنه ليس بصفة. ويقوي كونه صفة مجيئه على وزن جاءت عليه الصفات نحو "عريان" و"خصمان".

فأما قوله تعالى {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} فقال أبو عبيدة: الفرقان ما فرَّق بين الحق والباطل. وأجاز غيره أن يكون المعنى: وإذ آتنيا موسى الكتاب وآتيناك الفرقان، وشبه بما جاء من قولهم:

....................... ... متقلِّداً سيفاً ورُمحا

ويدل على أن "الفرقان" في قوله {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} محمولٌ على هذا الفعل الظاهر دون الفعل المضمر الذي ذكره غير أبي عبيدة قوله تعالى {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً وذكراً للمتقين}، فكما أن "الفرقان" في هذه الآية لا يكون إلا محمولاً على هذا الفعل المظهر، فكذلك يكون في الآية الأخرى محمولاً عليه. وإذا كان كذلك كان "الفرقان"

<<  <   >  >>