فينشد على ضربين: كأن لم ترى، بالياء، وكأن لم ترى. فمن أنشد "كأن لم تري"، فعلى أنه خاطب بعد الغيبة كقوله تعالى {إياك نعبد وإياك نستعين} بعد {الحمد لله}، كما أخبر بلفظ الغيبة بعد الخطاب في نحو {وما آتيتم من زكاةٍ} ثم قال {فأولئك هم المضعفون}. ومثل هذا البيت:
تسائل أسماء الرفاق وتبتلي ... ومن دون ما تهوين بابٌ وحاجب
ومن أنشد "كأن لم ترى" فعلى ضربين:
أحدهما: أن يكون شبه الألف بالياء فلم يحذفها للجزم، كما لم يحذف الياء في قوله:
ألم يأتيك، والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد
وكأنه حذف عنها الضمة، ولا يستقيم هذا التقدير في الألف؛ ألا ترى أن كون الحرف ألفاً بمنزلة ثبات الحركة فيها، فإذا كان كذلك لم يستقم تقدير حذف الحركة منها مع ما يوجب إثباتها، لتدافع ذلك، ولكن تقول: إنها