(وَعَاشُورَاءَ) مِنْ ابْنِ يُونُسَ مَا نَصُّهُ: فَصْلٌ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَرُغِّبَ فِيهِ وَلَيْسَ بِلَازِمٍ، وَفِيهِ تُكْسَى الْكَعْبَةُ كُلَّ عَامٍ وَقَدْ خُصَّ بِشَيْءٍ أَنَّ مَنْ لَمْ يُبَيِّتْ صَوْمَهُ وَحَتَّى أَصْبَحَ أَنَّ لَهُ أَنْ يَصُومَهُ أَوْ بَاقِيهِ إنْ أَكَلَ. وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ، وَجَاءَ التَّرْغِيبُ فِي النَّفَقَةِ فِيهِ عَلَى الْعِيَالِ وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ السَّنَةِ» وَإِنَّ أَهْلَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ يَتَحَرَّوْنَ ذَلِكَ حَتَّى كَأَنَّهُ يَوْمُ عِيدٍ. انْتَهَى نَصُّ ابْنِ يُونُسَ.
وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: أَمَّا النَّفَقَةُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ وَالتَّوْسِعَةُ فَمَخْلُوقَةٌ بِاتِّفَاقٍ وَأَنَّهُ يُخْلِفُ اللَّهُ بِالدِّرْهَمِ عَشَرَةَ أَمْثَالِهِ وَرَأَيْت لِابْنِ حَبِيبٍ:
لَا تَنْسَ لَا يَنْسَك الرَّحْمَنُ عَاشُورًا ... وَاذْكُرْهُ لَا زِلْت فِي الْأَحْيَاءِ مَذْكُورًا
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَشْمَلُهُ قَوْلًا ... وَجَدْنَا عَلَيْهِ الْحَقَّ وَالنُّورَا
أَوْسِعْ بِمَالِك فِي الْعَاشُورِ إنَّ لَهُ ... فَضْلًا وَجَدْنَاهُ فِي الْآثَارِ مَأْثُورًا
مَنْ بَاتَ فِي لَيْلَةِ الْعَاشُورِ ذَا سَعَةٍ ... يَكُنْ بِعِيشَتِهِ فِي الْحَوْلِ مَسْرُورًا
وَأَنْشَدَنِي شَيْخِي الْأُسْتَاذُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَنْثُورِيُّ جَدَّدَ اللَّهُ عَلَيْهِ رَحْمَتَهُ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرُ بْنُ جُزَيٍّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْخَطِيبُ أَبُو عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَالَ: أَنْشَدَنِي الْخَطِيبُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ رَشِيدٍ لِنَفْسِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَذَكَرَ أَنَّ نَظْمَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ:
صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَتَى فَضْلُهُ ... فِي سُنَّةٍ مُحْكَمَةٍ قَاضِيَهْ
قَالَ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى إنَّهُ ... تَكْفِيرُ ذَنْبِ السَّنَةِ الْمَاضِيَهْ
وَمَنْ يُوَسِّعْ يَوْمَهُ لَمْ يَزَلْ ... فِي عَامِهِ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَهْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute