في الاستعانة من إيهام كون اسمه تعالى آلة، كما في: (كتبت بالقلم)، وعلى كلٍّ هي متعلقة بمحذوف، والأولى تقديره فعلاً خاصاً مؤخراً؛ أي: (باسم الله أؤلف).
أما تقديره فعلاً .. فلأن أصل العمل للأفعال.
وأما كونه خاصاً .. فلأن كل شارع في فعل يضمر في نفسه لفظَ ما جعل التسمية مبدأ له، فالكاتب يضمر لقوله: (باسم الله): أكتب، والمؤلف يضمر لذلك: أؤلف، وهكذا.
ولأن بتقديره خاصاً تعم بركة اسم الله التأليف كله، وبتقديره عاماً كـ (أبتدئ) لا تعم إلا أوله.
وأما كونه مؤخراً .. فليفيد الحصر؛ أي: لا أبدأ إلا باسمه تعالى.
و (الاسم): مشتق من (السمو) وهو العلو، أو من (السمة) وهي العلامة.
ولفظ الجلالة هو: علم للذات المعينة؛ أي: ذات مولانا تعالى، وهو أعرف المعارف، والاسم الأعظم، ولم يُسَمَّ به غيره ولو تعنُّتاً.
ومشتق عند الأكثرين من (ألِهَ) إذا تحير؛ لتحير الخلق في معرفته، أو إذا عُبِدَ، أو إذا فزع من أمر إليه.
وعلى كلٍّ: فهو المعبود للخواص والعوام، والمفزوع إليه في الأمور العظام، المرتفع عن الأوهام، المحتجب عن الأفهام.
أصله: (ألِهَ) حذفت همزته وعوض عنها (أل) فصار: الله، وفُخِّم للتعظيم.
و (الرحمن الرحيم): صفتان مشبَّهتان بُنيتا للمبالغة، مشتقتان من (الرحمة)، وهي: رقة في القلب تقتضي التفضل والإحسان.
فهي باعتبار مبدئها مستحيلة عليه تعالى؛ لأنها من الكيفيات النفسانية، فالمراد غايتها، وهو التفضل والإحسان، أو إرادة ذلك.
فهي على الأول: صفة فعل، وعلى الثاني: صفة ذات.
وكالرحمة كل ما هو من الكيفيات كالرضا والغضب.
وقُدِّمت الجلالة عليهما؛ لأنها اسم، وهو مقدم على الصفة.