للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من ظهره فوقع ميتًا. ثم قال: لما دعوت المرة الأولى: يا أرحم الراحمين, كنت في السماء السابعة، فلمَّا دعوت المرة الثانية: يا أرحم الراحمين, كنت في سماء الدنيا، فلمَّا دعوت الثالثة أتيتك. انتهى.

في رواية أبي الأسود عن عروة: فلمَّا وضعوا فيه السلاح وهو مصلوب -نادوه وناشدوه: أتحب أن محمدًا مكانك؟ قال: لا والله، ما أحب أن يفديني بشوكة في قدمه.

ويقال: إن الذي قال ذلك زيد بن الدثنة، وأنَّ أبا سفيان قال له: يا زيد، أنشدك بالله, أتحب أن محمدًا الآن عندنا مكانك تُضْرَب عنقه، وإنك في أهلك؟ فقال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني لجالس في أهلي


وفي أخرجه: وهي التي رأيتها بالروض فأنفذه، أي: أنفذ ما طعنه به، "من ظهره، فوقع ميتًا، ثم قال: لما دعوت المرة الأولى: يا أرحم الراحمين, كنت في السماء السابعة، فلما دعوت المرة الثانية: يا أرحم الراحمين, كنت في سماء الدنيا، فلما دعوت" المرة "الثالثة": يا أرحم الراحمين "أتيتك. انتهى" فيه الاعتناء بهذا الدعاء، وأن المخلص فيه كزيد محقق الإجابة، ولعلَّ حكمة عدم نزوله في أوّل مرة رجاء أن الكافر ينتهي عن قتله بالقول، فلمَّا كرره ثلاثًا ولم يكف تحقق عتوه فاستحقّ القتل، ولعلَّ عدم استمراره في السماء السابعة لآخر الدعوات مع قدرته على نزوله في أسرع زمن, الاعتناء بشأن الداعي في تقربه منه، وتعليمه بذلك الفعل, وإخباره عنه, بعد كيف يعين من استغاث به، وذلك بأن يبادر إلى جوابه ويشرع في إغاثة الملهوف بالأخذ في أسباب الدفع عنه، هكذا أبدعه شيخنا -رحمه الله.
"وفي رواية أبي الأسود عن عروة: فلمّا وضعوا فيه السلاح،" الرماح والحرب وطعنوه بها طعنًا خفيفًا، "وهو مصلوب, نادوه وناشدوه: أتحب أنّ محمدًا مكانك، قال: لا والله ما" أحب أن يفديني" بفتح الياء وسكون الفاء "بشوكة في قدمه، ويقال" وهو الذي عند ابن إسحاق: "إن الذي قال ذلك زيد بن الدثنة" لما بعث به صفوان مع مولاه نسطاس إلى التنعيم ليقتله، واجتمع هو وخبيب في الطريق, فتواصوا بالصبر والثبات على ايلحقهما من المكاره. "وأنَّ أبا سفيان قال له: يا زيد, أنشدك" بفتح الهمزة وضم الشين، أسألك "بالله, أتحب أن محمدًا الآن عندنا مكانك تُضْرَب عنقه، وإنك في أهلك, فقال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني لجالس في أهلي،" ولا منافاة بين النقلين، فقد يكونون

<<  <  ج: ص:  >  >>