وعلى مختار البخاري أنها بعد خيبر, وأبي معشر أنها بعد قريظة لا تعقب، وسار -صلى الله عليه وسلم- إلى أن وصل إلى وادي الشقرة -بضم الشين المعجمة وسكون القاف، فأقام فيها يومًا وبت السرايا، فرجعوا إليه من الليل وخبَّروه أنهم لم يروا أحدًا، فسار "حتى نزل نخلًا -بالخاء المعجمة- موضع من نجد من أراضي غطفان". وفي الفتح: هو مكان من المدينة على يومين, وهو بواد يقال له: شدخ -بشين معجمة بعدها مهملة ساكنة ثم خاء معجمة، وبذلك الوادي طوائف من قيس من بني فزارة، وإنما ذكره أبي عبيد البكري انتهى. وادَّعى البكري أنه غير مصروف. قال الدماميني: فإن أراد تحتمه فليس كذلك ضرورة أنه ثلاثي ساكن، وغفل من قال: المراد نخل المدينة. "قال ابن سعد: فلم يجد في مجالسهم إلّا نسوة فأخذهنَّ", وفيهنَّ جارية وضيئة, وهربوا في رءوس الجبال. "وقال ابن إسحاق: فلقي جمعًا منهم" والجمع بينهما واضح، بأن يكون لقي الجمع في غير مجالسهم، "فتقارب الناس" دنا بعضهم من بعض, "ولم يكن بينهم حرب, وقد أخاف الناس" بالألف، وفي نسخة بدونها وكلاهما صحيح، "بعضهم" بدل من الناس "بعضًا" مفعوله، أي: أوقع بعض الناس في قلوب بعضهم الرعب، "حتى صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس صلاة الخوف", وكان ذلك في صلاة العصر، كما رواه البيهقي عن جابر، "ثم انصرف الناس".