"وقد رويت صلاة الخوف من طرق كثيرة، ويأتي إن شاء الله تعالى الكلام على ما تيسَّر منها في مقصد عباداته -صلى الله عليه وسلم" وهو التاسع, "وكانت غيبته -صلى الله عليه وسلم- في هذه الغزوة خمس عشرة ليلة". قاله ابن سعد, قال: وبعث جعال بن سراقة بشيرًا بسلامته وسلامة المسلمين. "وفي البخاري" تعليقًا, ووصله مسلم، فلو عزاه المصنف لهما كان أَوْلَى "عن جابر قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بذات الرقاع، فإذا أتينا" ظرفية لا شرطية، أي: ففي وقت إتياننا "على شجرة ظليلة" ذات ظل، وفي نسخة: إذ وهي ظاهرة، لكنها ليست في البخاري "تركناها للنبي -صلى الله عليه وسلم" لينزل تحتها فيستظل بها. وفي البخاري أيضًا قبل هذا بلصقه بمسندًا عن جابر، أنه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل نجد، فلمَّا قفل قفل معه, فأدركتهم القافلة في واد كثير العضاء، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة, فعلق بها سيفه, قال جابر: فنمنا نومة، "فجاء رجل من المشركين وسيف النبي -صلى الله عليه وسلم- معلق بالشجرة" وهو نائم "فاخترطه، يعني: سله من غمده، فقال: له "تخافني، قال: "لا"، قال: فمن يمنعك مني؟ قال: "الله" يمنعني منك، وبقية هذا الحديث، فتهدده أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم، وأقيمت الصلاة, فصلَّى بطائفة ركعتين، ثم تأخَّروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، وكان للنبي -صلى الله عليه وسلم أربع، وللقوم ركعتان، وبقية الحديث الآخر الذي سقت أوله: فنمنا نومة، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعونا فجئناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال -صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الأعرابي اخترط سيفي وأنا نائم, فاستيقظت وهو في