للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن سعد: وكان ذلك أوّل ما صلاها.

وقد رويت صلاة الخوف من طرق كثيرة, ويأتي إن شاء الله تعالى الكلام على ما تيسَّر منها في مقصد عباداته -صلى الله عليه وسلم.

وكانت غيبته -صلى الله عليه وسلم- في هذه الغزوة خمس عشرة ليلة.

وفي البخاري عن جابر قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي -صلى الله عليه وسلم, فجاء رجل من المشركين وسيف النبي -صلى الله عليه وسلم- معلق بالشجرة, فاخترطه -يعني سله من غمده, فقال: تخافني, قال: "لا"، قال: فمن يمنعك مني؟ قال: "الله".


"قال ابن سعد: وكان ذلك أوّل ما صلاها" بناءً على قوله -أعني: ابن سعد: أن هذه الغزوة سنة خمس، أمَّا على أنه صلاها بعسفان، وأنها أوّل صلاته, كما رواه أحمد وأصحاب السنن كما مَرَّ، فتكون هي أول, ويكون نزول جبريل في الأولى معلمًا والثانية مذكرًا.
"وقد رويت صلاة الخوف من طرق كثيرة، ويأتي إن شاء الله تعالى الكلام على ما تيسَّر منها في مقصد عباداته -صلى الله عليه وسلم" وهو التاسع, "وكانت غيبته -صلى الله عليه وسلم- في هذه الغزوة خمس عشرة ليلة". قاله ابن سعد, قال: وبعث جعال بن سراقة بشيرًا بسلامته وسلامة المسلمين.
"وفي البخاري" تعليقًا, ووصله مسلم، فلو عزاه المصنف لهما كان أَوْلَى "عن جابر قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بذات الرقاع، فإذا أتينا" ظرفية لا شرطية، أي: ففي وقت إتياننا "على شجرة ظليلة" ذات ظل، وفي نسخة: إذ وهي ظاهرة، لكنها ليست في البخاري "تركناها للنبي -صلى الله عليه وسلم" لينزل تحتها فيستظل بها.
وفي البخاري أيضًا قبل هذا بلصقه بمسندًا عن جابر، أنه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل نجد، فلمَّا قفل قفل معه, فأدركتهم القافلة في واد كثير العضاء، فنزل النبي -صلى الله عليه وسلم- وتفرق الناس يستظلون بالشجر، ونزل -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة, فعلق بها سيفه,
قال جابر: فنمنا نومة، "فجاء رجل من المشركين وسيف النبي -صلى الله عليه وسلم- معلق بالشجرة" وهو نائم "فاخترطه، يعني: سله من غمده، فقال: له "تخافني، قال: "لا"، قال: فمن يمنعك مني؟ قال: "الله" يمنعني منك، وبقية هذا الحديث، فتهدده أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم، وأقيمت الصلاة, فصلَّى بطائفة ركعتين، ثم تأخَّروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين، وكان للنبي -صلى الله عليه وسلم أربع، وللقوم ركعتان، وبقية الحديث الآخر الذي سقت أوله: فنمنا نومة، فإذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعونا فجئناه، فإذا عنده أعرابي جالس، فقال -صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الأعرابي اخترط سيفي وأنا نائم, فاستيقظت وهو في

<<  <  ج: ص:  >  >>