"وسماها البخاري غزوة سيف" قال الحافظ وغيره: بكسر المهملة وسكون التحتية ففاء أي ساحل "البحر" وكذا ترجمها ابن إسحاق، فقال: غزوة أبي عبيدة إلى سيف البحر وهو جري على غير الغالب من اصطلاح أهل السير أن ما لم يحضره المصطفى يسمى سرية أو بعثا وما حضره غزوة لكن الأقدمين لا يراعون ذلك غالبا "وتعرف بسرية الخبط" وبه ترجمها اليعمري لأكلهم فيها الخبط ولاشتهارها بذلك. قال: تعرف دون تسمي "وبعث معه صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة، كما في الصحيحين وغيرهما"، كأصحاب السنن الأربعة بطرق عن جابر "وهو المشهور" الذي جزم به أهل السير كابن سعد قائلا من المهاجرين والأنصار. "وفي رواية النسائي" أيضا "بضع عشرة وثلاثمائة" وأشعر تنكيره رواية، ووصفها بما ذكر بأن المعروف رواية النسائي الأولى التي وافق فيها بقية الأئمة الستة وما في ذلك ريب. ولذا أتى بأن التي للشك إشارة لتوقفه في صحتها بقوله "فإن صحت هذه الرواية، فلعله اقتصر في الرواية المشهورة على الثلاثمائة استسهالا لأمر الكسر" لقلته، "و" لكن "الأخذ بالزيادة مع صحتها واجب،" لأنها زيادة من الثقة غير منافية "وكان فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم" أجمعين خصه بالذكر لعظمته "ليلقى عيرا لقريش، رواه" أي جملة المذكور من قوله وكان فيهم ... إلخ. "مسلم" فلا ينافي أن قوله: ليلقى في البخاري أيضا بلفظ: نرصد عيرا لقريش ولقوله: "وعنده أيضا" عن جابر قال: بعث صلى الله ليه وسلم بعثا "إلى أرض جهينة ولا منافاة بينهما فالجهة" التي أمرهم