"لكن في كتب السير أن البعث لحي من جهينة، بالقبلية بفتح القاف والموحدة" وكسر اللام وشد التحتية "مما يلي ساحل البحر وبينها وبين المدينة خمس ليال ولعل البعث للمقصدين رصد عير قريش ومحاربة حي من جهينة" فلا منافاة والحي الواحد من أحياء العرب يقع على بني أب واحد كثروا أم قلوا وعلى شعب يجمع القبائل. من ذلك "قال ابن سعد: وكانت في رجب سنة ثمان وفيه نظر فإن تلقي عير قريش ما يتصور أن يكون في هذه المدة لأنهم كانوا حينئذ في الهدنة" بضم الهاء وسكون المهملة وبضمهما الصلح، "والصحيح" لفظ الحافظ بل مقتضى ما في الصحيح، "أن تكون هذه السرية سنة ست أو قبلها هدنة الحديبية". "نعم يحتمل أن تلقيهم للعير ليس لمحاربتهم، بل لحفظهم" أي العير ومن معها "من جهينة، ولهذا لم يقع في شيء من طرق الخبر أنهم قاتلوا أحدًا فيه أنهم أقاموا نصف شهر أو أكثر في مكان واحد والله أعلم".