وبه يسقط النظر ولم يعتبر قول ابن القيم في الهدى كون السرية في رجب وهم غير محفوظ إذ لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه غزا في الشهر الحرام، ولا أغار فيه ولا بعث فيه سرية. انتهى. لقول البرهان في النورانة كلام حسن مليح لكنه على مختاره من عدم نسخ القتال في الشهر الحرام كشيخه ابن تيمية تبعا لأهل الظاهر وعطاء، وهو خلاف ما عليه المعظم. انتهى. وعلى تسليم ظاهره أنه لم يتفق ذلك لا قبل نسخ القتال في الأشهر الحرم ولا بعده يحتمل أن يكون البعث في أواخر رجب بحيث لا يصلون إلى جهينة ويلقون العير إلا في شعبان، "قالوا" أي: أصحاب المغازي: "وزودهم" أي أعطاهم "رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابا" بكسر الجيم، وقد تفتح كما مر مرارا عن عياض وغيره "من التمر" يأكلونه في السفر، وفي المصباح: زودته: أعطيته زادا. انتهى. فليس من الزيادة كما توهم إذ لو كان كذلك لقيل: زادهم ثم ليس مراد المصنف التبري فقد صح في مسلم عن جابر، وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره "فلما فني" بكسر النون، أي: فرغ "أكلوا الخبط وهو بفتح" الخاء "المعجمة" وفتح "الموحدة بعدها" طاء "مهملة ورق السلم", كما قاله الفتح وهو بفتحتين شجر عظيم له شوك كالعوسج والطلع، قيل: وهو الذي أكلوه فهذا بيان للشجر الذي أخذ ورقه وإلا فالخبط لغة ما سقط من ورق الشجر إذا خبط بالعصى. "وفي رواية" مسلم عن "أبي الزبير" محمد بن مسلم المكي صدوق من رجال الجميع التابعي عن جابر.