قال شيخنا: إلا أن يقال أصله بضمها فتصرف فيه، فالأصل عصوو بواوين قلبت الأخيرة ياء لوقوعها رابعة ثم قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء لأن الواو والياء متى اجتمعتا، وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت، فلما فعل ذلك قلبت الضمة كسرة لتسلم الياء "ونبله" بفتح النون وضم الموحدة ننديه "بالماء فنأكله". "وهذا" كما قال الحافظ "يدل على أنه يابسا خلافا لمن زعم"، وهو الداودي شارح البخاري "أنه كان أخضر رطبا، وقد كان معهم تمر غير الجراب النبوي" خلافا لقول عياض: يحتمل أنه لم يكن في أزوادهم تمر غير الجراب المذكور، "ويدل عليه حديث البخاري في الجهاد" في باب حمل الزاد على الرقاب عن جابر "خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا ففني زادنا" جوز العيني أن معناه أشرف على الفناء "حتى كان الرجل منا يأكل،" زاد الكشميهني: في كل يوم "تمرة تمرة". بقية هذا الحديث: قال رجل أي لجابر: وأين كانت التمرة تقع من الرجل؟ قال: لقد وجدنا فقدها حين فقدناها. وفي رواية مسلم عن أبي الزبير، فقلت: كيف كنتم تصنعون؟ قال: نمصها كما يمص الصبي الثدي، ثم نضرب عليها من الماء فيكفينا يومنا إلى الليل، وفي البخاري حدثنا إسماعيل حدثنا مالك عن وهب بن كيسان عن جابر: بعث صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل وأمر عليهم أبا عبيدة وهم ثلاثمائة فخرجنا فكنا ببعض الطريق، فني الاد فأمر أبو عبيدة بأزواد الجيش فجمع فكان مزود تمر فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا إلا تمرة، فقلت: ما تغني عنكم تمرة؟ قال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت أي مؤثرا وصريحه أن قائل ما تغني وهب، ولا مانع من أن كلا من وهب وأبي الزبير سأل جابرا عن ذلك حين حدثه استغرابا. قال الحافظ: ظاهر هذا السياق أنهم كان لهم زاد بطريق العموم وأزواد بطريق الخصوص،