للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زاد الشيخان في رواية: فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال: "هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم شيء من لحمه فتطعمونا"؟. قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكل.


بأجسم بعير معنا فحمل عليه أجسم رجل منا فخرج من تحتها وما مست رأسه.
وجزم الحافظ في المقدمة بأن الرجل قيس بن سعد فتبعه المصنف في الشرح، وقال في الفتح لم أقف على اسمه وأظنه قيسا فإنه كان مشهورا بالطول، وقصته مع معاوية معروفة لما أرسل إليه ملك الروم أطول رجل منهم ونزع له قيس سراويله، فكانت طول قامة الرومي بحيث كان طرفها على أنفه وطرفها بالأرض، وعوتب قيس في نزع سراويله فأنشد:
أردت لكيما يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوجوه شهود
وأن لا يقولوا غاب قيس وهذه ... سراويل عادي فمنه ثمود
وفي رواية مسلم عن جابر: فلقد رأيتنا، نغترف من وقب عينيه بالقلال الدهن، ونقطتع منه الفدر كالثور، فأخذ أبو عبيدة، ثلاثة عشر رجلا، فأقعدهم في وقب عينه بفتح الواو وسكون القاف، وموحدة: النقرة التي فيها الحدقة، والفدر بكسر الفاء وفتح الدال، جمع فدرة بفتح، فسكون القطعة من اللحم وغيره، ولمسم عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال جابر: فدخلت أنا وفلان، قعد خمسة في فجاج عينها، ما يرانا أحد حتى خرجنا، وأخذنا ضلعا من أضلاعها، فقومناه وعدونا بأعظم رجل في الركب، وأعظم جمل، وأعظم كفل، فدخل تحته ما يطأطئ رأسه. انتهى، فسبحان القوي القادر، وكفل بكسر الكاف، وإسكان الفاء، وباللام، أي الكساء الذي يجعله راكب البعير على سنامه لئلا يسقط، "الحديث" ذكر في بقيته نحر التسع جزائر، ثم النهي، "زاد الشيخان في رواية" عن أبي الزبير عن جابر، "فلما قدما المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له"، فقال: "هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم شيء من لحمه فتطعمونا"؟ زاد في رواية أحمد، فكان معنا منه شيء "قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكل" هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري فقال: "كلوا رزقا أخرجه الله أطعمونا إن كان معكم". فأتاه بعضهم، فأكله.
ولابن السكن، فأتاه بعضهم بعضو منه، فأكله، قال عياض: وهو الوجه، وفي رواية أبي حمزة الخولاني، عن جابر عند ابن أبي عاصم، فلما قدموا ذكروا له صلى الله عليه وسلم فقال: "لو نعلم أنا ندركه، لم يروح لأحببنا لو كان عندنا منه". قال الحافظ: وهذا لا يخالف رواية أبي الزبير، لأنه يحمل على أنه قال ذلك، ازديادا منه بعد أن أحضروا له منه ما ذكر، أو قال ذلك قبل أن يحضروا له منه، وكان الذي أحضروه معهم، لم يروح فأكل منه, والله أعلم. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>