وفي رواية البخاري: نرصد عيرا لقريش "فأقمنا على الساحل حتى فني زادنا"، زاد في رواية البخاري فأصابنا جوع شديد "حتى أكلنا الخبط، ثم إن البحر ألقى لنا دابة" من السمك. وفي رواية للبخاري فإذا حوت مثل الظرب والحوت اسم جنس لجميع السمك وقيل: مخصوص بما عظم منها، والظرب بفتح المعجمة المشالة وفي بعض النسخ المعجمة الساقطة حكاها ابن التين، والأول أصوب وبكسر الراء بعدها موحدة الجبل الصغير. وقال القزاز: هو بسكون الراء إذا كان منبسطا ليس بالعالي، وفي رواية أبي الزبير عند مسلم فوقع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة "يقال لها: العنبر", وفي رواية للبخاري: فألقى لنا البحر حوتا ميتا لم نر مثله. وفي رواية ابن أبي عاصم: فإذا نحن بأعظم حوت ففي هذا جواز أكل الحوت الطافي "فأكلنا منها نصف شهر". وفي رواية وهب عند البخاري: ثمان عشرة ليلة. وفي رواية أبي الزبير عند مسلم: فأقمنا عليه شهرا قال الحافظ: ويجمع بأن قائل ثمان عشرة ضبط ما لم يضبطه غيره وقائل نصف شهر ألغى الكسر الزائد وهو ثلاثة أيام، ومن قال: شهرا جبر الكسر أو ضم بقية المدة التي كانت قبل وجدانهم الحوت إليها. ورجح النووي رواية أبي الزبير لما فيها من الزيادة وقال ابن التين: إحدى الروايتين وهم، ووقع في رواية الحاكم: اثني عشر يوما وهي شاذة منها شذوذا رواية الخولاني عن جابر عند ابن أبي عاصم، فأقمنا قبلها ثلاثا، ولعل الجمع الذي ذكرته أولى. انتهى. "حتى صحت أجسامنا" وفي رواية البخاري: وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا بمثلثة، أي رجعت وفيه إشارة إلى أنهم أصابهم هزال من الجوع "فأخذ أبو عبيدة ضلعا" بكسر الضاد وفتح اللام "من أضلاعه فنصبه". قال الحافظ واستشكل بأن الضلع مؤنثة، ويجاب بأنه غير حقيقي فيجوز تذكيره، وفي رواية وهب عند البخاري، ثم أمر عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا "ونظر إلى أطول بعير فجاز تحته" براكبه، وفي رواية وهب عند البخاري ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتهما فلم تصبهما، وفي رواية له أيضا فعمد إلى أطول رجل معه وفي حديث عبادة عند ابن إسحاق ثم أمر