وفي رواية ابن خزيمة، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن الجود من سمة أهل ذلك البيت". قال في الفتح: اختلف في سبب نهي أبي عبيدة قيسا أن يستمر على إطعام الجيش، فقيل: خيفة أن تفنى حمولتهم, وفيه نظر؛ لأن القصة أنه اشترى من غير العسكر، وقيل: لأنه كان يستدين على ذمته ولا مال له فأريد الرفق به، وهذا أظهر. انتهى. بقي أن البخاري روى هنا عن جابر قال: كان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ثم نحر ثلاث جزائر بالتكرار ثلاث مرات كما قال المصنف. قال في المقدمة: هو قيس بن سعد كما عند المصنف. انتهى. ولم يتكلم الفتح ولا المصنف هنا على الجمع بينه وبين رواية أنه اشترى خمسا نحر منها ثلاثا، ثم منع مع ذكرهما لها في شرح هذا الحديث، ويمكن الجمع بأنه نحر أولا ستا مما معه من الظهر، ثم اشترى خمسا نحر منها ثلاثا، ثم نهي، فاقتصر من قال: ثلاثا على ما نحره مما اشتراه، ومن قال: تسعا ذكر جملة ما نحره، فإن ساغ هذا وإلا فما في الصحيح أصح, والله أعلم. "وأخرج الله لهم من البحر دابة" بمهملة وشد الموحدة حيوان الأرض الذكر، والأنثى "تسمى العنبر" قال أهل اللغة: العنبر سمكة كبيرة يتخذ من جلدها الترسة، ويقال: إن العنبر المشموم رجيعها. وقال ابن سينا بل المشموم يخرج من الشجر وإنما يوجد في أجواف السمك الذي يبتلعه, ونقل الماوردي عن الشافعي قال: سمعت من يقول رأيت العنبر نابتا في البحر ملتويا مثل عنق الشاة وفي البحر دابة تأكله، وهو سم لها فيقتلها فيقذفها البحر فيخرج العنبر من بطنها، وقال الأزهري العنبر سمكة بالبحر الأعظم يبلغ طولها خمسين ذراعا يقال لها: بالة وليست بعربية. انتهى. من الفتح "فأكلوا منها وتزودوا ورجعوا ولم يلقوا كيدا" أي حربا. "وفي رواية جابر عند الأئمة الستة": البخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة راكب أميرنا" جملة حالية بلا واو، ولأبي ذر: وأميرنا