وقد ذكره صاحب الإصابة في القسم الأول تسليما لمن قبله، ثم أورده في القسم الثالث، وهو أدرك النبي ولم يرده لهذ المعنى "فسلم عليه بتحية الإسلام" بأن قال: السلام عليكم، قال ابن هشام: ولذا قرأ أبو عمر والسلام، أو المعنى عظمهم بالانقياد، كلمة الشهادة التي هي أمارة على السلامة، "فقتله محلم" بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وكسر اللام المشددة، ثم ميم "ابن جثامة" بفتح الجيم وشد المثلثة، فألف، فميم، فتاء تأنيث، واسمه زيد بن قيس بن ربيعة صحابي أخو الصعب بن جثامة، قال ابن عبد البر: قيل: إن محلما غير الذي قتل، وأنه نزل حمص ومات بها أيام ابن الزبير، ويقال: إنه هو ومات في حياته صلى الله عليه وسلم، فلفظته الأرض مرة بعد أخرى. قال في الإصابة: وبالأول جزم ابن السكن، "فأنزل الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ} بألف ودونها أي التحية، أو الانقياد بكلمة الشهادة، {لَسْتَ مُؤْمِنًا} ", وإنما قلت هذا تقية لنفسك ومالك، "إلى آخر الآية, رواه أحمد", والطبراني وابن إسحاق وغيرهم عن عبد الله بن أبي حدرد، قال: بعثنا صلى الله عليه وسلم إلى إضم في نفر من المسلمين فيهم: أبو قتادة ومحلم بن جثامة بن قيس، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم، مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له، ومعه متيع له ووطب من لبن، فسلم علينا بتحية الإسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم، فقتله لشيء كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتيعه، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبرناه الخبر نزل فينا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: ٩٤] إلى آخر الآية,