لكن في رواية ابن بكار كما في الإصابة: لا تجعل، فيحتمل أنه بالمعنى وعند ابن إسحاق: فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبو سفيان بني له، فقال: والله ليأذن لي، أو لآخذن بيد بني هذا، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، رق لهما، ثم أذن لهما فدخلا عليه وأسلما وأنشده أبو سفيان في إسلامه، واعتذر مما مضى فقال: لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمدلج الحيران أظلم ليله ... لهذا أواني حين أهدى وأهتدي هداني هاد غير نفسي ونالني ... مع الله من طردته كل مطرد أصد وأنأى جانبا عن محمد ... وأدعى وإن لم أنتسب من محمد هم ما هم من لم يقل بهواهم ... وإن كان ذي رأي يلام ويفند أريد لأرضيهم ولست بلائط ... مع القوم ما لم أهد في كل مقعد قال ابن إسحاق: فزعموا أنه لما قال: ونالني مع الله من طردته كل مطرد. ضرب صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: "أنت طردتني كل مطرد". قال ابن هشام: ويروى: ودلني على الحق من طردته كل مطرد، "وقال علي لأبي سفيان" مرشدا لابن عمه إلى ما يكون، سببا لإقباله صلى الله عليه وسلم عليه بعد إذنه لهما في الدخول عليه، "فيما حكاه أبو عمر" بن عبد البر الحافظ الشهير "وصاحب ذخائر العقبي" في مناقب ذوي القرى، وهو المحب الطبري: "ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قِبَل" جهة "وجهه" الوجيه؛ لأن عادة الكرماء الاستحياء من المواجهة ولا أكرم منه، "فقل له ما قال أخوة يوسف: {تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ} فضلك {اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ}